العودة للصفحة الرئيسية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مُجمع ألـزهراء ألأسلامي


    حوار بين الصالح والشيطان

    mohammed jafar alkeshwan
    mohammed jafar alkeshwan


    عدد المساهمات : 20
    نقاط : 63
    تاريخ التسجيل : 14/02/2010

    حوار بين الصالح والشيطان Empty حوار بين الصالح والشيطان

    مُساهمة من طرف mohammed jafar alkeshwan الأحد مارس 28, 2010 2:30 pm


    قالَ الشيطانُ يَوماً
    لِصالِحٍ مِنَ البَشَرْ
    زَعِمْتَ أني كُنْتُ ناسيكَ
    هذِ نَصائِحي إنْ أَنْتَ أَنْكَرْتَها
    أُنْظُرْ..
    إِنْ كُنتَ ذا بَصَرٍ
    ماذا دَهاكَ كُلّما صادَفْتَني
    أَعْرَضْتَ بِوَجْهِكَ عَنّي
    أَغْمَضْتَ عَيْنَيْكَ
    هذِ وُعودي أَقْسَمْتُ مِنْ أَجْلِها
    وَجِئْتُ بِهذِهِ الدُنيا لِأُرْضيكَ
    هذِ الكُنوزُ فَآخْتَرْ ماشِئْتَ مِنها
    اَوْ خُذْها جَميعاً إنْ شِئْتَ أعْطيكَ
    خُذْ هذِهِ الأمْوالَ ، وَخُذْ
    هذِهِ الأولادَ ، وَخُذ
    هذِهِ الدُنيا ، وَخُذْ
    كُلّ ما يُرضيكَ ..
    إني أراكَ مُفْلِساً
    في هذهِ الدُنيا
    وَحيداً خاسِراً
    إَني إِذا أصاحَبْتَني
    أَغْنيكَ.. أَغْنيكَ
    إني إذا أَطَعْتَني
    أرشدْكَ..أَهديك
    قالَ الصالِحُ صَهْ
    هَيْهاتَ ، هَيْهاتَ
    فَتِلكَ مِن أَمانيكَ
    فَكَمْ أَغْويْتَ ، وَكَمْ
    أَضْلَلْتَ ، وَكَمْ
    مَنَّيْتَ ، وَكَمْ
    فَتَنْتَ ، وَكَمْ
    نَزَغْتَ ، وَكَمْ ، وَكَمْ ..
    مَعْروفَةٌ سَلَفَاً مَآسيكَ
    أَنْتَ الذي وَسْوَسْتَ لِآدَمَ
    حاسِداً مَنْ كانَ في صُلْبِهِ
    بُغْضُكَ مَعروفٌ لِخَيْرِ الوَرى
    أَنْتَ الذي زَيَّنْتَ لِفِرْعَونَ
    أَعمالَهُ .. فَعَلا
    أنْتَ الذي شارَكْتَ قارونَ
    أَمْوالَهُ .. فَبَغى
    أَنْتَ الذي ، أَنْتَ الذي ...
    ماذا أَقولُ لِماكِرٍ مُعْدَمٍ
    جاءَني ناصِحاً وَ مُنْفِقاً
    قائِلاً :
    أغنيكَ .. أغنيكَ
    ماذا أَقولُ لِفاشِلٍ
    خَسِرَ الجَنَّةَ ، كانَ فيها ًعَلَماً
    وَجاءَني صِفْرَ اليَدَيْنِ مُحَطَّماً
    إِمامُ الظَلالَةِ جاءَ يَهْديني
    ماذا أَقولُ لِهالِكٍ
    عاثَ في الأَرْضِ فَساداً
    جاءَ يُنْجيني
    ماذا أَقولُ لِمُتَسَوِلٍ
    جاءَني بِتُرَّهاتٍ :
    هَيْتَ لَكْ ..أَقْبِلْ
    هذِ عُيونُ الماءِ ماأَعْذَبها
    هذِ حَدائقي ..هذِ رَياحيني
    ماذا أَقولُ .. ماذا أَقولْ
    هذا كِتابُكَ أسوَدٌ
    وَكذا صَفَحاتُ ماضيكَ
    فَقالَ الشَيطانُ مَهْلاً
    دَعْ عَنْكَ هذا وَآسْتَمِعْ
    حالي وَحالُكَ واحِدٌ
    إِنْ إفْتَرَقْنا الَيْلَةَ
    فَغَداً نَهاراً نَجْتَمِعْ
    أَوْ إخْتَلَفْنا الساعَةَ
    فَرُبّما ،
    بَعْدَ قَليلٍ تَقْتَنِعْ
    أُقْعُدْ ، أَما تَراني قاعِداً
    وَسْطَ الطَريقِ لِأَصْحَبَكْ
    هذا طَريقٌ موحِشٌ
    إنْ سِرْتَ فيهِ أتْعَبَكْ
    إِلْعَبْ ماشِئْتَ فيها أَبَداً
    تَصْبَحُ مِثْلي سَيِّداً
    هذِهِ الدُنيا مَلْعَبَكْ
    تَعالَ نَلْهوا هُنَيئَةً
    وَبَعْدها نَذْكُرُ اللهَ
    كَثيراً نَرْتَدِعْ
    فَقالَ الصالِحُ مَهْ
    مَنْ قالَ إنّا نَجْتَمٍعْ
    لَمْ اَكُنْ يَوْماً قاصِدَكْ
    وَإنَّما آعْتَرَضْتَني
    وَسطَ الطريقِ ، فَآسْتَمِعْ
    حالي وَحالُكَ مُخْتَلِفْ
    إنّا نَقيضانِ لانَرْتَفِعْ
    فَكُلُ الذي يُفرِحُني
    لاشَكَ يُبْكيكَ
    اَفوزُ في يومِ النَدامَه
    وتندَمُ في يومِ القيامَه
    أنا برحمةِ اللهِ أنجو
    وَأَنْتَ في النارِ يُبْقيكَ
    فَهُناكَ تَلْقى الذينَ أَغْوَيْتَ
    جَميعاً يُنادونَ :
    أذَقتنا حَرَّ الجحيمْ
    حَرَمْتَنا مِنَ النَعيمْ
    يالَيْتَنا لَمْ نَسْمَعَكْ
    يالَيْتَنا لَمْ نَتْبَعَكْ
    ياليتنا قد فَرَرْنا
    جَميعاً ،
    مِنكَ وَمِمَنْ مَعَكْ
    فَلا أَنْتَ اليَوْمَ تَنْفَعُنا
    وَلا نَحنُ نَنْفَعَكْ
    واعَدْتَنا .. أَخْلَفْتَنا
    أينَ المالُ.. أين البنون
    أينَ الوُعودُ يامَلْعون
    اَيْنَ اللَذائِذُ وَالرَغَباتْ
    أَيْنَ الكُنوزُ والثَرَواتْ
    اَيْنَ الورودُ والرَياحينْ
    أيْنَ الحَدأئِقُ والبساتينْ
    فَقالَ السَيطانُ خائِباً :
    جِئْتُ أَنْ أَصْطادَكَ ،
    فَصِدْتَني
    إِني أَراكَ جَبَلاً لايَنْحَني
    فَرَدَّ الصالِحُ واثِقاً :
    هذا سَبيلُ الرُشْدِ أَسْلُكُهُ
    حسبيَ اللهُ لاأَنْثَني
    قَدْ جِئْتَني مُتَنَّكِراً
    أَلا خابَتْ مَساعيكَ

    شعر / محمد جعفر الكيشوان الموسوي

























      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء يوليو 03, 2024 3:45 am